جبل القارة يقع في محافظة الأحساء المملكة العربية السعودية، ويعتبر هذا الجبل من الجبال الفريدة من نوعها، لاحتوائه على كهوف أو ما يسمى بالمغارات بين أهالي الأحساء. ويتميز كهوفه "مغاراته" بأنها باردة صيفاً ودافئة شتاءً.
لمحة عن جبل القارة
نقلا عن مشاهدات رحال الخبر وائل الدغفق لجبل القارة بالأحساء ووصفه له قال عنه: وكانت زيارتي لجبل القارة والذي هو من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء وقد عرف منذ تاريخ قديم وكان يعرف بجبل الشبعان يبعد عن مدينة الهفوف عاصمة محافظة الأحساء بحوالي 15 كلم شرقا، ويقع وسط الواحة الخضراء الممتلئة من أشجار النخيل الباسقة، والجبل يحتل مساحة كبيرة فمساحة قاعدته 1400 هكتار ويتكون من صخور رسوبية ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة فهي ليست مجرد تكويناً صخرياً فريدة بل تخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل فهذه الكهوف باردة صيفا ودافئة شتاء نسبة إلى الشعور بذلك للزوار ولكنها بالحقيقة تتمتع بطقس معتدل شتاء وصيفا نسبة إلى العزل الحراري الذي يضيفه لهذه المغارات الصخور الرسوبية التي تجعل منها إحساس الزوار بالبرودة صيفا والدفء شتاء وهي بالعموم لا تتعدى درجة الحرارة العشرين درجة.
ويقول رحال الخبر مضيفا لذلك الجبل الرمز لمدينة الأحساء بقوله: حول التطوير لمنطقة جبل القارة فقد عمدت بلدية الأحساء إلى تحسين بعض المواقع حوله وتحسين مدخلة. ويضيف وائل الدغفق أن الجبل يتبعه مواقع لاتقل أهمية عنه من ناحية التكوينات الجميلة والرائعة منهارأس القارة وهو قمة صخرية وسط بلدة القارة وكذلك جبل أبو جيص وكلها مواقع عليها دراسات استثمارية في الجوانب السياحية لاستغلالها بشكل أمثل كالتسلق والتلفريك والمظلات مستقبلا.
موقعه في الأحساء
يقع بين قرية التويثير وقرية القارة ولكن يطلق عليه جبل القارة لما تعارف عليه قديماً وتتميز الأرض المحيطة به ببعض المنحدرات والمرتفعات تبعا لاتصالها بالجبل.
تكويناته الصخرية
يتكون من الحجر الجيري ذو الطبقات الملونة، والتي أظهرتها بشكل رائع التعرية.
جبل القارة أعجوبة لم تستثمر سياحياً.
البعض يعيد شهرة الأحساء منذ القدم للعديد من المقومات الموجودة فيها كالتمر والماء ودور العلم والعلماء إلى جانب وجود بعض المعالم التاريخية كمسجد جواثا التاريخي وعيون الماء الشهيرة كالخدود وأم سبعة والحويرات والحارة والحقل ومشروع حجز الرمال. إلا أن هناك من المعالم الأخرى التي تشتهر بها الأحساء ما لم يحظ حتى الآن بالاهتمام المناسب ومنها جبل القارة الشهير وهو أكثر من أن يعرف على مستوى المنطقة كونه معلما فريدا وآية في الروعة.
وجبل القارة عبارة عن تكوينات صخرية يعود عمرها الجيولوجي إلى الحقبة الثالثة، وهو حجر جيري رملي، ويرتفع عن سطح البحر 210 متر وطوله 1000متر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب 800 متر.
ويبعد الجبل عن مدينة الهفوف مركز محافظة الأحساء بحوالي 15 كلم وعن المبرز بأقل من ذلك بثلاث كلم ولعلك لا تجد أحسائيا إلا ويفتخر بوجود جبل القارة في الأحساء وربما وصل الإعجاب به إلى حد اعتباره من عجائب الدنيا!.
مميزات تبرز أهمية الجبل
يطل جبل القارة على مساحات شاسعة من أشجار النخيل والبساتين بحيث يعطي الناظر من الأعلى منظرا خلابا لا مثيل له، كما أنه يطل على عدة قرى أبرزها القارة التي اتخذ الجبل اسمه منها.
وإلى جانب قرية القارة يطل الجبل كذلك على قرية التويثير والتي تطلق على الجبل اسم جبل الشبعان كون الجهات المحيطة به ريانة بالمياه العذبة، وقرية الدالوة، وقرية التهيمية، كما أنه يتميز بوجود مساحات شاسعة محيطة به يمكن استغلالها كمتنزهات لزوار الجبل.
ويقول أحد أبناء المنطقة السيد يوسف النجيدي أن الجبل يتميز بوجود مغارات متعددة تكون باردة منعشة في الصيف بينما تكون دافئة في الشتاء، ولذا نجد السياح وأهالي المحافظة والمقيمين يفضلون زيارته صيفا للتمتع بجوه البارد المنعش، والهروب من الجو الحار المحيط بالجبل، فمغارات الجبل واسعة من الداخل وتمتاز بتكوينات صخرية رائعة ذات طابع جمالي رائع تعكس روعة إبداع الخالق عز وجل.
ويقول السيد علي إبراهيم أحمد من مدينة العمران «قضيت في إحدى السنوات الماضية شهر رمضان كاملا داخل الجبل، حين كان الجو حارا ولا توجد كهرباء في قريتنا، فكنت أحضر من الصباح حتى قبيل أذان المغرب، حيث عوضتنا برودة الجبل عن أجهزة التكييف».
وترتاد الجبل في مواسم الصيف عادة الوفود الرسمية والشعبية والسياح من أبناء المنطقة ودول مجلس التعاون ولعل آخر هذه الوفود، كان وفدا نسائيا من مملكة البحرين ضم أكثر من 200 سيدة حضر الشهر الماضي للاستمتاع بالجبل ومناظره الخلابة والتقاط الصور عند معالمه.
ويزور الجبل كذلك الباحثون وطلبة الجامعات والكليات لغرض إعداد وعمل البحوث العلمية أو الدراسات المتعلقة بالصخور، كما يحرص الأجانب من الغربيين ومن مختلف دول العالم على زيارة الجبل كذلك، ويحرص أبناء المنطقة أيضا على أخذ زوارهم وأصدقائهم أو زملائهم الأجانب في جولة ترفيهية للجبل.
وتوجد على الجانب الغربي للجبل عدة مغارات كانت تستخدم سابقا مكانا لتعليم القرآن الكريم، وتسمى تلك المغارات بأسماء معلمي القران، كما أن هناك مغارات أخرى تستخدم للمناسبات، وثالثة لا يعرفها إلا أهالي القرى المحيطة بالجبل من أهل قرية القارة وقرية التويثير، ومن المعروف أن بعض مغارات الجبل لم تستكشف بشكل كامل حتى الآن، ولم يتجرأ أحد على سبر أغوار تلك المغارات خوفا من الضياع داخل مغاراته الكثيرة.
يد التطوير تنال الجبل
وبدأت يد التطوير والتحسين تنال الجبل والمغارة قبل أكثر من عشرين عاما تقريبا أو تزيد، فقد قامت البلدية وشركة سابك بالجبيل الصناعية بإدخال الكهرباء وعمل استراحات وبوفيه ودورات مياه وحفر بئر ارتوازي وتنظيم مداخله وعمل مسجد وسلم للوصول إلى مغارات الجبل. يقول أحد المواطنين نتمنى أن تتنبه الهيئة العامة للسياحة للجبل وتستغله كواجهة سياحية وتعمل على تطويره وإيجاد كافة الوسائل لجذب أكبر عدد من السياح لزيارته إلى جانب عمل البرامج الترفيهية والترويحية وبخاصة في الإجازات الصيفية، كما يتمنى أبناء المنطقة على البلدية أن تهتم بوسائل الترفيه وألعاب الأطفال التي أكل الدهر عليها وشرب